تتجلى اليوم تحولات ملموسة في السوق الاقتصادي السوري، حيث يرسم الدولار خارطة جديدة للأوضاع المالية في ظل تحديات اقتصادية مستمرة، وفي ظل انعكاساتها الفورية، تثير الحوالات الخارجية الارتفاع الحاد في السوق السوداء، وتترك أثرًا عميقًا على مستوى الفقر في المجتمع.
تزايدت نسبة الحوالات بشكل غير مسبوق، حيث يستقبل الاقتصاد السوري شهريًا أكثر من 6 ملايين دولار من المغتربين، وهو ما ساهم بتحسين القدرة الشرائية لبعض العائلات، وفي موازاة ذلك، يعتبر الخبير الاقتصادي عمار يوسف أن ارتفاع نسبة الحوالات يمثل إشارة خطيرة لارتفاع معدلات الفقر، حيث يتكتمل دور الحوالات كمصدر رئيسي للدخل لنحو 70% من السكان.
ما يزيد من التحديات هو أن 80% من الحوالات تدخل البلاد بشكل غير نظامي عبر السوق السوداء، مما يعكس الفجوة الكبيرة بين الأسعار في السوقين الرسمية والموازية، وفي ظل هذا السياق، يطرح التساؤل حول كيف يمكن تقليل هذه الفجوة وتحسين وضع الاقتصاد الوطني.
على صعيد العملات، يشهد سعر الدولار تقلبات جديدة، حيث وصل سعر الصرف للدولار الواحد إلى 13000 ليرة في مصرف سوريا المركزي، في حين يظل السوق السوداء تشهد أوضاعاً مختلفة، حيث بلغ سعر الدولار فيها 14600 ليرة للشراء و14700 للبيع.
تتجلى هذه التغيرات أيضًا في أسعار العملات الأخرى، حيث وصل سعر اليورو إلى 15975 ليرة للشراء و16075 للبيع في السوق السوداء، وسعر الليرة التركية وصل إلى 478 ليرة للشراء و488 للبيع.
في نهاية المطاف، تتطلع الأنظار إلى مستقبل اقتصاد سوريا، حيث يظل التحدي الرئيسي في إيجاد آليات فعالة لتحسين سوق الصرف وضبط التدفقات المالية، مما سيسهم في تعزيز استقرار العملة وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين.